قلعة اربيل في وثيقة تاريخية
الدكتور : سالم صابر الاطرقجي
تعتبر مدينة اربيل اقدم مدينة في العالم من حيث بقائها ماهولة منذ انشائها حتى الان، لذا لا يعرف بالضبط كيفية انشاءها والذين ساهموا في بنائها وتطويرها.تقع مدينة اربيل على مفترق طرق مهمة مما جعلها محط انظار الغزاة وقد توالت عليها الغزوات وخضعت للعديد من الامبراطوريات من اليونانية والمقدونية والفارسية والتركية ... الخ.
لهذه الاسباب فكر اهالي اربيل. في انشاء مدينتهم على تلة اصطناعية تحميهم من هذه الغزوات خاصة بعد افتقارهم لوسائل الدفاع الطبيعية من الانهار والجبال وبذلك انشات قلعة اربيل على تل اصطناعي عالي وقد احيطت القلعة بجدار مرتفع ومنيع مع حفر خندق ماء عميق حول القلعة في اسفلها وعمل سكانها على تامين الاكتفاء الذاتي لاحتياجاتهم اليومية عبر حفر بئر عميق من سطح القلعة حتى منبع المياه في الاسفل كما امنوا الغذاء وبقية مستلزمات الحياة من المسجد والحمام والمدرسة وغيرها.
وبذلك اصبحت القلعة مأهولة عبر التاريخ الموغل في القدم ودون انقطاع المياه فيها وحافظت على خصائصها . ولا يشير التاريخ الى تمكن الغزاة من اقتحامها عسكريا بل وتجاوزتها حملات الغزاة وتركتها او دخلت مع سكانها في حوار سلمي لضمان سلامتهم وبذلك سلمت القلعة من الغزاة ومن الدمار والزوال.
وبعد الحرب العالمية الاولى استقرت الامور للاحتلال الانكليزي في العراق ومدينة اربيل من ضمنها. اسس المحتل الانكليزي الادارة المدنية واقدم على خطوات في سبيل توفير المعلومات الاساسية التي تساهم في تطوير المستلزمات والتقدم نحو الحضارة الاوروبية في فتح المدارس وانشاء المستشفيات وغيرها. لذلك قام باجراء احصاء سكاني لقلعة اربيل عبر موظفين هنود وعراقيين في ظروف امنة بعيدة عن التطرف القومي والتغيير الديموغرافي.
تم اجراء الاحصاء بشكل بسيط وفق استمارات تضمنت اسم المحلة ورقم الابواب ورقم الجادة واسم رئيس العائلة وتاريخ ولادته بالسنة الهجرية وافراد عائلته ومذهبهم و مهنهم واسماء الساكنين معهم من المستاجرين وطيا نموذج من الصفحة 99 من سجل النفوس كنموذج لاسلوب الاحصاء.
شمل الاحصاء 521 دارا موزعة على محلات (طوبخانة 133، والتكية 212 والسراي 176دارا). وقد ظلت نتائج هذا الاحصاء محفوظة في سجلات مديرية النفوس العامة ببغداد الى ان قام السيد برهان يارالى مشكوراً بنشرها في كتابه الموسوم (قلعة اربيل بين الماضي والحاضر ) في عام 2004 وبذلك خدم مدينته كثيرا واحسن عملاً. ومن اجل زيادة اطلاع المواطنين على هذه الوثيقة التاريخية فاننا نعيد نشرها املين الاستفادة منها واجراء المزيد من الدراسات التاريخية والاجتماعية حولها والله الموفق.
الاحصاء يبدأ من صفحة 152 (يدون مقدمتها حتى نهاية صفحة 179 من كتاب) مع صورة من صفحة 99 من سجل النفوس .