ولد في 19/9/1939 في محلة (باب عراق) بالموصل. وهو الولد الذكر الأول بعد ثلاث بنات درس في المدرسة العراقية الابتدائية ثم في المتوسطة المركزية، ثم في الإعدادية المركزية كان لنعمة الله النعمة، وسالم سعيد الصميدعي (في العراقية الابتدائية) أثر في غرس حب العربية وآدابها في نفسه وفي المتوسطة شجعه كل من المدرسين عبد الحافظ سليمان، وحسين الفخري، والمرحوم عبد المجيد البكري.
بدأ أُولى محاولاته في نظم الشعر في الصف الأول المتوسط.. وكانت محاولات ساذجة لكنها لا تخلو من الإيقاع.. إذ اكتشف منذ سن مبكرة ان يميز بين ما هو موزون او غير موزون من الشعر قرأ (في المتوسطة) الرافعي، وشيئاً من طه حسين والمازني والعقاد، والشعر المهجري، وعدداً من الدواوين الحديثة والقديمة. (شجعني ووجهني في الإعدادية المركزية المرحوم شاذل طاقة، والاستاذ غانم حمودات لكن تأثير (الجديد) كان محدوداً، لأن ركيزتي الأدبية المحافظة كانت قوية نوعاً ما).. فرفض تجربة (قصائد غير صالحة للنشر) وما جرى مجراها آنذاك. نشرت له جريدة فتى العراق قصيدته الأولى عام 1957 بعنوان "الحق" مطلعها:
أنا ابن الحق لا أهوى سواهولا أرضي بديلاً عن هواهُ
واصل القراءة في كتب الأدب وفق منهج شجعه المرحوم شاذل طاقة، كما واصل النشر في الصحافة المحلية الموصلية (خصوصاً فتى العراق). عاطفته الدينية قادته الى (موقف الموصل) سنة 1959 لمدة شهرين.. وقد كتب عدداً من القصائد الدينية بعضها في المناسبات الدينية كالمولد النبوي، وموقعة بدر، والهجرة النبوية ومعظمها منشور بين الأعوام 1959و1964 في جريدة فتى العراق، وقليل منها نشر في جريدة (الفيحاء) البغدادية وغيرها. أعّد للنشر مجموعة أولى ثم عدل عن نشرها بعد أن قدم لها الأستاذ (الدكتور فاضل صالح السامرائي) وكان عدوله عن نشرها سنة 1965 نتيجة أزمة فكرية عنيفة مر بها. كاد ينقطع عن الشعر عدة سنوات (في أزمة الفكر) تلك.. وحين عاد اليه وجد نفسه يلجأ الى الشعر (الحر) وينحاز إنحيازاً كاملاً الى (الجديد) في الفكر والفن وان كان ضمن القصائد الدينية في مطلع الستينات قد جرب المزج في عدد من القصائد بين اللونين (العمودي والحر) رافقته أزمته الفكرية في سياحته بين الوجودية والماركيسية والدين أكثر من ربع قرن برزت الأزمة جادة كما أظن في (الترجل عن صهوة البراق) وظلت تنحت هادئة في (البحر) عن الطريق ولم تشفها (حجر الحكمة). حجر الحكمة :هو الجزء الأول (غير الذاتي) عنوانه الأصلي (حرب وأخواتها) والجزء الثاني الذي لم ينشر (وعُدت بنشره بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية فهو (ما يشبه الحب) ويشمل (الذاتيات) في كلية التربية التي درست فيها، شجعته كثيراً سيدتان شاعرتان هما الدكتوره عاتكة الخزرجي في الصف الأول ونازك الملائكة في الصف الثاني فضلاً عن الأساتذة الكرام الآخرين. وتخرج فيها عام 1963نشر قصيدته الأولى في مجلة الآداب البيروتية بعنوان "شراع طهر الى الخطيئة" عام1969. الترجل عن صهوة البراق –صدر عن وزارة الاعلام عام 1975 (البحر) الذي صدر نتيجة سهو المرحوم الفنان عبد الحميد الحيالي مصمم الغلاف بعنوان " إرتسامات أُولى لوجه البحر " وهو عنوان القصيدة الأولى يتخذ من التجربة الجزائرية منفذاً، ومن البحر رمزاً.. صدر عام 1977. (حجر الحكمة) صدر عن وزارة الاعلام عام 1987(الجزء الأول) والطريف أن قصيدة العنوان (حجر الحكمة) موجودة في الجزء الثاني الذي لم يطبع (القلق) الذي يخلق الشعر، قد يقضي على أي تقدم عملي-وقد قاده القلق من اليمين الى اليسار، ومن مشروع إكمال الدراسة في القاهرة (حيث أكملت السنة التمهيدية الأولى عام 1964 في كلية الآداب بجامعة عين شمس وكان زملائه فيها الدكتور كاصد ياسر، و د.حازم عبد الله، و د.عناد الكبيسي، والمرحوم مهدي السامرائي. يتحدث عن نفسه فيقول: "القلق قادني من الدراسة الى الجزائر مدرساً، ثم أعادني الى كرسي الدراسة (كهلاً) في جامعة الموصل.. وها أنا أعود مرة أخرى الى الدرس في أصيل العمر هذا القلق (أو المزاح) أو لا أدري ما اسميه يأخذني حتى (أستفرغ) أو أستقطر الزمن المتاح-وأحياناً غير المتاح-كله.. ثم التحق أو أحاول اللحاق بركب الجميع مبهور الأنفاس.. متأخراً دائماً عن موعد الوصول.. أهو الكسل؟ لا أظن لدي مخطوطاً ديوانين.. الأول (ما يشبه الحب) وهو الجزء الثاني الذي لم ينشر من حجر الحكمة والثاني " أُحاول أن أحبك" وهو قصائد (ذات قضاء واحد) وتنويع على "موضوع" الحب من زوايا متعددة". ويضيف: "احرر زاوية "أقلام شابة في الحدباء" مرة.. وأشرف على "أدب وفن" مرة أخرى. (القلق) الأزمة الفكرية تعتادني في هذه الأيام مرة أخرى وتكاد تعيدني الى شاطئ الدين ولكن بعقلية أخرى..أكثر هدوءاً ومرونة..لعلها تكون الأزمة الأخيرة وأمل الا تصيب الشعر هذه المرة. مارس التدريس حتى عام 1971 وانتدب للقطر الجزائري بين عامي 1971-1975 عمل باحثاً في المديرية العامة للتربية في نينوى حتى عام 1984 أجيز دراسياً وحصل على الماجستير عام 1985 وعين مدرساً في معهد المعلمين وأُجيز دراسياً لنيل الدكتوراه عام 1996 ثم انضم معهد المعلمين الى الجامعة بإسم كلية المعلمين (التربية الاساسية حالياً)". وبعد بحث طويل عن المعنى عاد الاطرقجي الى الايمان وكتب قصائد عديدة تعبيراً عن تجربة العودة هذه. نشر احداها في مجلة التربية الاسلامية تحت عنوان "انابة" وعدداً منها في جريدة الحدباء تحت عنوان "تداعيات رابع ابن سيد يونس" وغيرها وعلمت منه انه يعد للنشر ديواناً يضم قصائده الاسلامية القديمة والجديدة تحت عنوان "جسر على وادي الرماد" جزؤه القديم تحت عنوان "اول الطريق" والجديد تحت عنوان "انابة".